الأحد، مارس 21، 2010


مشروع امرأة 4
الأم 

أصابتني الحيرة كيف أبدأ حديثي عن الأمومة ،فنظرت فى وجه ابنتي وقررت أن اترك عاطفتي تكتب.
حلم كل زوجة آن تُرزق طفلا هو فطرة خلقها الله بداخلنا وهى ما يحملنا على أن نتحمل مشقة الحمل وآلام الوضع ثم ننسى كل هذا برؤية  وجه الوليد وأكثر من ذلك  ببسمة منه
المال والبنون زينة الحياة الدنيا
وأي زينة خير من هذا و به سعادة المرء وشقاؤه ، لن أسهب فى الحديث عن تلك النعمة التي يعرف كل منا حقها  ولكن سأركز فى موضوعنا وهو الأم .
الأمومة مزيج من المشاعر ما بين الحب والحنان وبين التضحية ونكران الذات فالأم بمنتهى الرضا تقدم كل غال فى سبيل سعادة أبنائها واستقرارهم فعقلها وقلبها وجسدها ووقتها كلها ملك أبنائها
وبرغم أن قضية الأمومة قضية فطرية إلا أنها ليست بالأمر اليسير بل إنها تزداد صعوبة خاصة مع نمو الأبناء فى العمر وتعددهم مما يزيد من حجم المسئولية كما وكيفا حيث تتخطى حدود المنزل إلى خارجه بعد اتساع محيطهم إلى مجتمع المدرسة والأصدقاء  مما يتطلب المزيد من الجهد للمراقبة والاحتواء والتوجيه وكلما اتسع المحيط كلما عظمت المسئولية

اختلفت النساء فى صورة الأم برغم وحدة الموضوع واحتواء جميع الصور بداخل نفس الإطار وهو إطار الأمومة الفطرية إلا أن الاختلاف يكمن فى تفاصيل الصورة
فمن التدليل إلى الحزم ومن الشدة إلى اللين حيث يعود الاختلاف إلى اختلاف الطباع والأخلاق وعليه اختلاف معايير المباح والممنوع تبعا لاختلاف القيم والثقافات إلا أن المعيار الفيصل للحكم على نجاح المرأة كأم هو الناتج الذي يظهر جليا على الأبناء و الذى يقيم بوضوح جهد الأم ومدى نجاح أساليبها فى التربية.
إن المرأة الأم هي أعظم مخلوق في الوجود وأهم لبنة في صرح المجتمع وعليها يقوم المجتمع كله وعندما قيل إن وراء كل عظيم امرأة قيل هي أمه لأنها من قامت بتأسيس اللبنات الأولى في شخصه ومن قامت بتوجيهه في بداية الطريق  ، إن على المرأة أن تدرك أنها بكونها أم هي فرد منتج في هذا المجتمع إنتاجا لا يضاهيه شيء وأنها بممارسة أمومتها تؤدى رسالة عظيمة إلا  أن عليها ألا تهمل نفسها وألا تتوه بين دهاليز  مسئولية الأمومة فعليها بالاعتدال والتوقف من وقت لآخر لتقيم وضعها وأن تحرص دائما على التوازن بين متطلباتها الشخصية والنفسية وبين مسئوليتها فثقافتها ومهاراتها الحياتية هما من دعائم نجاحها كأم وكزوجة وكامرأة ومما لا يمكن الاستغناء عنه فى شتى نواحي حياتها

نصائح لكل أم كي تكوني ناجحة

استمتعي بأمومتك مهما كانت شاقه ولا تحاولي التنصل منها وتذكري دائما أن هناك من حرم هذه النعمة فاحمدي الله عليها

احتوى أبناءك واشمليهم بالحنان واجعليه مبدأك فى التربية فهذا يجعلهم أسوياء و
لا مانع من بعض الشدة فى تربية أبناءك لتحقيق التوازن ولا تفرطي فى العنف لأن العنف يولد العنف

اشركى أبناءك معك فى كل شيء حتى فى أعمال المنزل حتى تعوديهم على تحمل المسئولية وهذا من شأنه أيضا أن يخفف عنك الضغوط

اجعلي .جزءا من يومك للمرح معهم لتخفيف أعباءك وهذا أيضا سيقربك منهم

تحاوري معهم واحكي لهم ما يدور بداخلك واجعلي منهم أصدقاء لكي فهذا يقربك منهم ويشجعهم على أن يخبروك بمشكلاتهم ويلجئوا إليك فى الأزمات كما انه يساعدك فى تكوين رقابة سهله عليهم

علميهم احترام خصوصية كل فرد من أفراد الأسرة فهذا يساعدك فى الحصول على مساحه من الحرية

اقتطعي وقتا من يومك لنفسك نظميه كما سبق ذكره فى المقال الثالث عن الزوجة فهذا يجعلك أفضل حالا

وأخيرا  عليك عزيزتي بتقوى الله وطاعته  واللجوء إليه وطلب المشورة منه عز وجل فلا خاب من استشار فما بال من يستشير ربه عز وجل عالم السر والعلن ،عالم الغيب والشهادة ، الهم أهد نساء المسلمين إلى ما فيه خيري الدنيا والآخرة.

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    أتابع تدويناتك وما يحطه قلمك وإن كنت لا أرد كثيراً فليس هذا نفوراً مما تكتبي ولكن لعدم وجود ما أضيفه على ما تكتبي في التوينات الأخيرة
    لكن على كل حال أقول : أطروحاتك جادة وإيجابية
    دمتِ بكل ود

    ردحذف
  2. يسعدنى ذلك كثيرا أخى أحمد
    وهذا كرم منك
    أتشرف دائما بردودك
    دمت بخير

    ردحذف