الاثنين، مارس 15، 2010

 مشروع امرأة 1

بذرة امرأة
 




المرأة تلك الشجرة المزهرة التي يستظل المجتمع كله بظلها لا بد وأن لها بذرة


تلك البذرة هي  الابنة




حلم كثير من النساء والرجال على السواء أن يحظوا بابنه أنثى يد للونها ويداعبونها ويستمتعون برقتها وحنانها




وهدوئها نعم فالحنان بذرة تغرس منذ الطفولة ترعاها وتسقيها أم حنون تنمو هذه البذرة منذ البداية على أمور فطريه تهيئها لتكون امرأة فهي منذ الصغر تحب دور الأم في لعبها وتعشق مراقبة أمها وترغب دائما في المشاركة معها في أعمال البيت وهذا لا يلهيها عن كيانها كطفله تلعب وتتعلم وتتسمى شخصيتها وذاتها فهي مشروع أمراه في طور البذرة لازالت تنمو وتتعلم .


إن هذه البذرة لابد  لها من مغذيات ‘ ومغذياتها تتمثل في كل فرد في أسرتها ابتداء ورأسا من الأم والأب ويليها الأخوة والأقارب والمجتمع كله فكل من هؤلاء هو عامل مساعد في تنشئة تلك البذرة حتى وان لم يقصد أن يكون كذلك.


-أتذكر وأنا صغيره أنى كنت أتابع ما يدور من حولي في بيتنا من حوارات وأحداث وحتى شجارات وكنت أتأثر بها كثيرا حتى أنى كنت ابكي إذا حدث شجار بين أمي وجدتي رغم أني لم أكن أتعدى السابعة من عمري.




إن كثيرا من الآباء  والأمهات لا يدركون اتهم ينمون بذره ويد يرون مشروع امرأة سيكتمل يوم ما على أسس  هم وضعوها وسيكتب له النجاح أو الفشل .


إن هذه البذرة سرعان ما تنمو لتصبح شجره يافعة تبدأ فى إدراك الصورة من حولها بالكثير من أبعادها الحقيقية ربما ليس كلها ولكن الكثير والكثير يكفى ليجعلها مهيأة لتبدأ مشوار حياتها كفتاة لها طموح وأحلام أن تكون امرأة على قدر من النجاح في كل معايير الحياة




_أتذكر عندما كانت أمي تسافر لبيت جدي وأنا في  الرابعة عشر من عمري لتترك لي مسئولية  تدبير  أمور المنزل ابتداء من رعاية إخوتي الصغار والقيام بأعمال المنزل من تنظيف وإعداد طعام وحتى تولى أمر الميزانية مصروف البيت هذا إلى جانب دراستي ودروسي ومدرستي. ربما شعرت بالقليل من العبء وقتها لكنني أذكر أنني استمتعت كثيرا بهذه المسئولية الكاملة تقريبا بل وفى مثل هذا السن و أكبر قليلا كان والدي رحمه الله يشجعني إلى ما يشبه التحدي بيني وبين أمي من منا ستكون أفضل في تدبير أمور المنزل وميزانيته ربما مثل هذه الثقة ومثل هذا النوع من التعامل مع بذرة المرأة بداخلي هو ما صنع منى مشروع امرأة لا يسعني القول إلا أنها يعتمد عليها واعتقد  أننا نفتقر كثيرا لمثل هذا النوع من التنشئة فبناتنا اليوم ليس لهن  علاقة يكونهن  إناث إلا بملابسهن وكل هم الآباء والأمهات في هذا الوقت إعدادهن لدخول أفضل الجامعات والنجاح في حياتهن الدراسية وما سوى ذلك فهن لا يدركن عنه شيئا ولا تبدأ علاقتهن به إلا عند الزواج لتجد الفتاة نفسها كمن اصطدمت بحائط لم تره في طريقها إلا للحظة هي لحظة اصطدامها به.


إن على الوالدين أن يعيا أنهما بصدد إنشاء مشروع امرأة سيقيمه المجتمع كله وسيحاسبهم عليه رب العالمين وعليهما ألا ينسيا أن هذه التنشئة ذات شقين , شق عملي ومهارى وشق فكرى وثقافي وكلاهما متلاحمان كالروح والجسد.




وقـــفـه :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن فأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار" رواه الإمام أحمد في مسنده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق