الاثنين، مارس 15، 2010

مشروع امرأة 2 


الزوجة

أن تكون زوجةاختلفت الشروط لذلك فبين مجتمع محافظ يرى العفة والخلق والدين شروطا أساسية للزوجة , وآخر متحرر بلا قيد ولا شرط وثالث يبحث عن المادة وعن الثقافة  نرى مفارقات كثيرة ولكن كما يقال تعددت الأسباب والزواج واحد , فهو زوج وبيت  فأسرة فعائلة والتزامات لا آخر لها تبُرز إلينا صورة المرأة الناجحة التي تستطيع بعزم أن تنظم حياتها بين ما تحب وما ينبغي أن يكون
فكما أن الزواج هو مشروع قائم على الشراكة فالزوجة هي مشروع امرأة نجحت في أن تستقطب رجلا مثبتة أنها جديرة بثقته وعلى قدر المسئولية
كثيرة هي التحديات التي تواجهها الزوجة  فبين  زوج لم تعتد طباعه من قبل حتى وإن كانا قد تعايشا لفترة خطوبة إلا أنها ليست كافية أبدا لتكشف خبايا النفوس و رديء الطباع فهي فترة تجمل لا تصلح في كثير من الأحوال للحكم على الآخر
فالمرأة الناجحة هي التي تحسن الاختيار منذ البداية وتتحمل عواقب اختيارها وتعمل على إصلاح وتحسين ما لم تدركه  وبين اصطدامها بواقع المسئولية المحتمة التي لا مفر منها
وهذه وتلك يسير التعامل معهما فما هي إلا مسالة وقت ليعتاد كل منهما على الآخر مع بعض التعديل للوصول إلى حلول وسطية ترضى كلا الطرفين كما أن العشرة من العوامل القوية التي تساعد في مسيرة عجلة الحياة فقط يلزمها بعض الصبر.
أما المعضلة الكبرى التي تواجه الزوجة فى عدد لا بأس به من العائلات الشرقية فهى أهل الزوج وكيفية التعامل معهم وتحديد التزامات الزوجة تجاههم ورسم شكل محدد للعلاقة بينهم وهذه القضية تتفاوت فى حجمها من مجتمع إلى آخر , فمن مجتمع يعتبر الزوجة ملكا لأهل زوجها لآخر يطالبها بما لا بأس به من التزامات وثالث يحرر الزوجة من أية التزامات فلها مطلق الحرية فى اختيار و تحديد علاقاتها العائلية

وبين الأول والثالث تتفاوت مدى الالتزامات التى تطالب بها الزوجة  بين الانحراف و الإنفلات
,  و سأكتفى بالحديث عن الزوجة  الأولى  لأنها الأصعب على الإطلاق وما سواها يندرج تحتها ، ففي الأولى تلتزم الزوجة بالإقامة مع آل زوجها وما يتبع ذلك من التزامات مادية ومعنوية ابتداء  بخدمة  جميع المقيمين بالمنزل وحتى الواردين والزائرين وما يترتب على ذلك من انغماس الزوجة فى أعمال المنزل بلا انقطاع حتى أنها  قد لا تجد وقتا لزوجها ولأولادها ناهيك عن أن تجد الوقت لنفسها, البعض يحاولن الهرب من هذا المأزق لبعض الوقت يوميا بالخروج للعمل إلا أنهن  بهذا يزدن من الضغط على أنفسهن وتصبحن أكثر إرهاقا وشعورا بالضياع.
ولهذا النوع من الزوجات أقول: أنا لا  ألومك مطلقا إذا فشلتي فى التوفيق بين ما تودين وبين ما أنت مطالبة به لكنى ألوم إرادتك التى استسلمت لهكذا حياة لا تتعدى كونها صورة من حياة الخادمات فلا يشغل بالك سوى الطعام والشراب والسوق والطبخ والتنظيف أما وقت ترفيهك إن وجد فهو مشحون بالقيل والقال والتفكير السلبي فيما مر من أحداث سيئة ومشاحنات ، هل هذه حياة، توقفي فأنت تغرقين  ، التقطي أنفاسك وقفي أمام مرآتك وانظري بعمق ، هل هذه أنت ؟
هل أنت  راضية عن حياتك ؟ هل هذا  ما تمنيت أن تكوني عليه؟ قطعا لا.
أتمنى ألا يسئ البعض فهمي باننى أحث الزوجات على التمرد على الأزواج وعلى آلهم  ، كلا ، ولتعلم كل امرأة يقينا أنها مثابة عظيم الثواب من ربها على تحملها وصبرها وعلى كل دقيقة تمضيها فى هذه الدوامة التى لا آخر لها ، وعليها أن تعلم أيضا أنها محاسبة على التقصير فى حق زوجها أو أولادها وكذلك فى حق نفسها ، وأؤخر حق نفسها فى الحديث لأن المرأة مشهود لها بالإيثار  فهى تؤثر زوجها  وأبناءها دائما , أعود فأقول أنى لا أحث الزوجات  على التمرد  على  الأزواج وعلى آلهم  ولكنى أحثهم على التمرد على ذاتهم ، نعم فالزوجة بحاجة لوقفة مع تلك الإرادة المتراخية التى استسلمت  لهكذا  حياة بحاجة إلى إعادة النظر  ، بحاجة لتتذكر مشروعها ، مشروع امرأة توفق بين ما تحب أن تكون وما يريد لها المجتمع أن تكون فقد حققت طرف المعادلة وأهدرت الطرف الآخر  وعليها أن تدرك أنه برغم ما تبذل من جهد ووقت لم تنجح فى أن تكون مشروع امرأة وإنما هي نصف امرأة تخلت باستسلامها عن نصفها الآخر .فكرى أيهما خير لكي ولزوجك ولأولادك أن تكوني ربة بيت وفقط أم أن تكوني ربة بيت مفكرة مثقفة ذات عقلية متطورة واعية، لا بد وأنك تجزمين بأن الثانية أفضل من الأولى وأن المجتمع سيكون اشد اعترافا وفخرا بكي .

نصيحتي لكي عزيزتي الزوجة لتكوني مشروع امرأة ناجحة

لقد نجحت فى الشق المجتمعي بتفوق ولكن لتنجحي فى الشق الآخر عليك بالآتي:

·       بداية عليك العودة خطوة إلى الوراء وإعادة النظر فى كل تفاصيل حيات وترتيب أولوياتك
·       عليك تحديد أهدافك وعلى رأسها ماذا  حلمتي أن تكوني قبل الانغماس فى هذه الحياة
·       عليك استعادة الثقة بنفسك وتنظيم وقتك ولا مانع من عمل جدول لتنظيم الوقت مع العلم انه فى البداية لا يلزم الالتزام به حرفيا ولكن تطبيقه فى مجمله لأنك فى الغالب مضغوطة بالتزامات عديدة تجاه الآخرين
·       اقتطعي ساعة يوميا لممارسة عمل أو هواية تحبينها واجعليها على رأس أولوياتك فهذه الساعة ستشعرك بالتحسن وستعطى يومك طابعا آخر
·       التزمي بساعة أخرى يوميا لتنمية قدراتك الفكرية والثقافية تصفحي فيها جريدة أو اقرئي كتابا أو تصفحي فيها الإنترنت لتكوني مطلعة واسعة المعرفة
·       إذا كنت من هواة التلفاز فلا تضيعي وقتك كله فى مشاهدة الأفلام والمسلسلات وعليك أن تستفيدي بهذا الوقت فى مشاهدة بعض البرامج النافعة والمفيدة ولا مانع من مشاهدة قنوات الطبخ والموضة والديكور  فهى تساعدك على أن تكوني زوجة غير تقليدية متجددة ومواكبة للتطورات العصرية فى بيتك
·       خصصي يوما أسبوعيا للخروج لصلة رحمك أو لزيارة صديقاتك وجددي دائما فى علاقاتك واختاري من الصديقات من تساعدك على الارتقاء بحياتك
·       اصنعي بعض التغيير فى حياتك من وقت لآخر  فهو يساعدك على  المواصلة
·       اجعلي سعادة زوجك ورضاه هدفك الأسمى وشاركيه الفكر والحوار دائما ولا تخجلي من أن تظهري له آراءك وأفكارك الخاصة فهذا يجعله أكثر حبا  وإعجابا بكى

  عزيزتي الزوجة إذا التزمت بالنصائح السابقة مغلفة إياها بتقوى الله عز وجل فانا أضمن لكي بمشيئة الله حياة موفقة وبهذا تكوني عزيزتي حقا مشروع امرأة ناجحة.

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    بارك الله بكِ وفيكِ على هذه التدوينة المحترمة الخلاقة
    والله أمر محمود جداً طرقك لبابه هكذا
    بوركتِ

    ردحذف
  2. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    تشرفت بتعليقك أخى أحمد شريف ,جزاك الله خيرا
    وحقيقة الأمر فى غاية الأهميه ويمس معظم النساء ووأتمنى ان أكون وفقت فى الطرح والعرض وان تحقق كلماتى الفائدة المرجوة

    ردحذف