السبت، مارس 20، 2010


مشروع امرأة 3 

الأرملة

هي امرأة فقدت نصفها  الآخر  وقدر لها أن تكمل الرحلة بدونه ، وكأن الموت لم يخلق قبل موت زوجها ولم تعرفه، تتجرع مرارة الحرمان المادي والمعنوي ، المادي يتمثل في فقد رب الأسرة وعائلها الذي طالما كفاها كل أمور حياتها ومتطلباتها كانا شريكين يحمل كل منهما عن كاهل الآخر والآن صارت تحمل العبء وحدها.
عادة في مجتمعنا ما تفضل الزوجة أن تربى أبناءها وتعيش على ذكرى زوجها راضية بالحرمان العاطفي على أمل اللقاء في الجنة حيث المرأة تكون  لآخر أزواجها في الدنيا.
الأرملة ما هي إلا صورة من مشروع امرأة غاية فى النجاح  ، تتحمل أعباء أسرتها ماديا ومعنويا لتصبح الأم والأب  ولتصبح ربة بيت ومربية وامرأة عاملة  تحرص  دائما  على أن تكون   أسرتها فى خير حال لا ينقصها شيء وعلى أن تربى أبناءها ليصبحوا فخرا لها وللمجتمع متسلحة فى ذلك بكل ما أوتيت من مهارة وثقافة وعلم وخبرة لتستوعب أسرتها بأفراحها وبما يلم بها من مآزق أو مشكلات
إن من أشد ما يؤلم هذه المرأة بعد فقد زوجها هو نظرة الشفقة التي تواجهها فى أعين الجميع تجاهها وتجاه أبنائها ومحاولة الكثيرين التدخل فى شئون أسرتها من قريب أو بعيد ظنا منهم أنها أضعف من أن تتولى أمر أبناءها  أو تنظم حياتها .
المرأة القوية تقف صامدة إمام هذه  التقلبات الجديدة بعزة لا انكسار فيها تدفن أحزانها بين ضلوعها وتتصدى لكل ما  يعوق  أسرتها  من مشكلات  تحتويها وتوحد كلمتها تحت لوائها هي تجعل عصا الطاعة بيدها ولا بثنيها هذا عن التشاور والتحاور مع أفراد أسرتها وتوضيح الواقع لهم وإعطائهم الفرصة ليشعروا بالمسئولية دون إفراط أو تفريط مع الاستعانة وطلب المساعدة من ذوى الخبرة من ذويها.
ولكل أرملة استسلمت للانكسار أقول لها:
أفيقي واحتسبي زوجك عند الله وواصلي حياتك ولا تتخاذلي فى أداء واجباتك ، انخرطي  فى مجتمعك واستعيني بصديقاتك وبأرحامك فى تخطى المحنة وتذكري قول الله  تعالى
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
عزيزتي إن تقييمك فى نظر المجتمع كمشروع امرأة تختلف معاييره فأنت دائما محط تقدير واحترام وعليك عزيزتي ألا تنسى نفسك وان تسعى إلى ما تحبين وإلى تحقيق ذاتك دون أن بثنيك هذا عن مواصلة دورك , فأنت بطلة مكافحة فى نظر أسرتك وفي نظر المجتمع.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق